التعصب القبلي والجهوي والعرقي ودوره في عرقلة الإصلاح الوطني في ليبيا (دراسة في الجعرافيا السياسية)

المؤلفون

  • أبوالقاسم محمد مصباح القاضي جامعة بني وليد

الكلمات المفتاحية:

التعصب الجهوي، الاصلاح الوطني، الجغرافيا السياسية

الملخص

ان الولاء القبلي  والجهوي ليس مشكلة في حد ذاته ولكن المشكلة أن ينقلب هذا الولاء الى تعصب ·ونعره عنصرية ورفض للاخرين ،وهذا يتنافى مع قيم وتعاليم الإسلام الذي حذر من العصبيات القبلية والمناطقية  بل ويتنافى ايضا مع بناء الدولة الحديثة الذي  يتطلب منا جميعا إعلاء الولاء للوطن فوق كافة أبنية الولاءات الفرعية الاخرى ومحو جميع اشكالها (القبلية- الفكرية- الجهوية- والاثنية وغيرها) ،حيث ان المجتمع الليبي اليوم تتجاذبه أنواع متعددة من الانتماءات، واصبحت ليبيا منذ عقد من الزمن ساحة صدام ،وصراع بين التيارات الأيديولوجية والقبلية والجهوية القائمة، ويواجه المجتمع الليبي اليوم تحديات ومخاطر كبيرة لم يشهدها منذ زمن طويل.حيث ان فضيلة حب الوطن والولاء له والإحساس بالانتماء إليه قد تراجعت وبهت لونها. كما تراجعت فضائل أخرى كثيرة كان الليبيون يتميزون بها ويعتزون ويفتخرون بها. وتلك إحدى الحقائق المرة التي ليس حسناً إخفاؤها أو التهرب من الاعتراف بها إذا أردنا أن نصحح الوضع ونتجه اتجاهاً جديداً لتعزيز قيم المجتمع على القاعدة الراسخة من الثوابت والمبادئ والخصوصيات الروحية والثقافية والحضارية.

إن المتغيرات المتلاحقة في ليبيا منذ احداث فبراير 2011 وماصاحبها من خلل وتصدع  وقع في بنية المجتمع الليبي  تنذر بعواقب وخيمة و بخطر شديد يهدد المجتمع الليبي ووحدته واستقراره ويصعب التنبؤ بمستقبله إن لم يتداركه الليبيين دون غيرهم قبل فوات الأوان، والاخطر منه هو الاستكانة إلى هذا الأمر الواقع، بل إيجاد المبررات له، والتسليم به وعدم محاولة تغييره بالوسائل التربوية والتثقيفية والتوجيهية السليمة والحكيمة على مختلف المستويات. حيث افتقدت ليبيا اليوم لمعظم العوامل الايجابية التي تحفظ قوتها ،ـوتماسكها، وبقاءها بسبب ضعف المؤسسات الحكومية،وتردي الوضع الامني،وانتشار السلاح خارج سلطة الدولة ، مع تدهور هيبة الدولة نتيجة للفساد وضعف اداء الحكومات المتتالية. حيث بدات السبل تتباعد امام وحدتها وتعرضت الدولة الليبية لتصدعات كبيرة حيث غلبت على البيئة السياسية الليبية اليوم حالة من التشرذم والتعددية وذلك بسبب تركيبة المجتمع القبلية والجهوية من جهة وتدخل اطراف خارجية على الحياة السياسية الليبية من جهة اخرى والتي كان لها دور كبير في ماوصلت اليه الاوضاع في ليبيا،فضلا عن وجود مؤثرات اساسية اخرى لها ابعاد اقليمية وجميعها ادت الى انهيار هيبة الدولة وكرست الولاء والتعصب القبلي والفكري والجهوي والاثني على حساب الولاء للوطن . الا انه وبالرغم من كل ماذكر سابقا لازالت هناك بوادر توحي بامكانية ايجاد مخرج للازمة ونجاح عمليات الاصلاح الوطني واعادة بناء الدولة حيث اثرت هذه الازمات المتتالية التي تعيشها ليبيا كثيرا على الوطن والمواطن وعلى النسيج الاجتماعي الليبي.

 العصبية القبلية أو التعصب القبلي مصطلح يدل على الموالاة بشكل تام للقبيلة أو العائلة والقيام بمناصرتها سواء أكانت ظالمة أو مظلومة، وتعتبر العصبية القبلية هي أحد أنواع العصبيات والتي تندرج تحت السلوك الإنساني ولها تأثيرات سلبية على الفرد والمجتمع، فهما يخرجان الإنسان من دائرة العقل والاتزان إلى دوائر الغرائز المنفلتة، ولذا فإن الإنسان قد يتصرف بلا عقل ولا تعقل فتنعدم معايير الحق والعدل حينئذ، وهما يجران إلى الكذب والتدليس، فضلاً عن المبالغة والتهويل أو التهوين، وآثارهما بالغة الخطورة، فقد يترتب عليهما السباب والتلاعن، والتباغض والتهاجر، بل الحراب والقتال. 


التنزيلات

منشور

2021-12-02

كيفية الاقتباس

القاضي أ. م. م. (2021). التعصب القبلي والجهوي والعرقي ودوره في عرقلة الإصلاح الوطني في ليبيا (دراسة في الجعرافيا السياسية). المؤتمر العلمي الثاني لكلية الاقتصاد والتجارة, 1, 320–292. استرجع في من https://conf.asmarya.edu.ly/index.php/2ISCFEC/article/view/226

إصدار

القسم

المقالات