قضايا عبور الحدود من خلال مراسلات الديبلوماسية الليبية – الفرنسية ملف توقيف رعايا ليبيين سنة 1959 بالجزائر من خلال أرشيف آكس أون بروفانس

الملخص

  تكشف الورقة البحثية عن ملف أرشيفي من محفوظات أرشيف ما وراء البحار بمدينة أكس أون بروفانس Aix-en-Provence بفرنسا، يؤرخ للديبلوماسية الليبية في فترة اتسمت بحساسيتها، لأنها تزامنت وتوسع الثورة التحريرية الجزائرية نحو الصحراء، واتخاذ جبهة التحرير الوطني من المحيط الحدودي الليبي – الجزائري مجالا للنشاط في إطار استراتيجيتها العسكرية. لقد كان تنقل الطوارق الرّحل في ظل هذه الظروف بين الجزائر وليبيا أمرا يطرح الكثير من الإشكاليات الحدودية على الرغم من أن قضايا التنقلات مضبوطة وفقا لبنود اتفاقية الصداقة بين ليبيا وفرنسا. وبالتالي فإن هذه الوثائق تؤرخ لتعاطي الديبلوماسية الليبية مع أمن وسلامة رعاياها في الخارج، وتكشف عن التخبط الفرنسي الذي مسّ هياكل المنظومة الاستعمارية في ظل النجاحات التي أضحت الثورة الجزائرية (1954-1962) تحققها. ولعل متابعة الخارجية الليبية لقضايا عبور الحدود يتعدى كونه إجراء روتينيا إلى اعتباره موقفا سياديا وتضامنيا مع نضال الشعب الجزائري كأسلوب ضغط للحد من السياسة الفرنسية في المنطقة، امتدادا لذلك الدعم المادي المعنوي الذي منحته ليبيا لثورة الشعب الجزائري.