مقاربة التجارب الافريقية للمصالحة الوطنية في ليبيا (دراسة لحالتي رواندا واوغندا)
الكلمات المفتاحية:
مقاربة التجارب الأفريقية للمصالحة الوطنية، المصالحة الوطنيةالملخص
تناولت الدراسة مفهوم المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية باعتبارها الطريق الصحيح لتحقيق الاستقرار في ليبيا وتحقيق الامن والامان للمواطن، وتناولت ايضاً دراسة التجارب الافريقية للمصالحة الوطنية خصوصاً في رواندا وأوغندا ومدى إمكانية مقاربتها بالحالة الليبية.
بينت تجارب الدول التي مرت بنزاعات أن الاستقرار السياسي والاندماج الاجتماعي والتطور الاقتصادي المنشود لا يمكن أن يتحقق إلا بحوار ديمقراطي شامل كأحد آليات المصالحة الوطنية، وإن أي مصالحة وطنية يتوقف نجاحها على مدى استعداد الأطراف المتنازعة للدخول فيها وتخليها عن تقديم الشروط التعجيزية وتقديم التنازلات من أجل نجاحها بعمل وطني شامل يتجاوز سلبيات واستقطاب الحرب وتصفية الحسابات.
لقد أوضحت دراسات الحالات الافريقية أن الممارسات التقليدية يمكن أن تكون مفيدة في عدة مجالات للمساءلة بعد الصراع ومعرفة الحقيقة والمصالحة، وبالتالي يمكن التوقع بالآثار الإيجابية لتحقيق العدالة الانتقالية، ويمكن أن تكون الأدوات التقليدية في تسوية الصراع مكملة لأي مقاربات أخرى وليس معارضة لها ولا يمكن تجاهل أو إهمال تلك الوسائل التقليدية التي أثبتت فعاليتها في الماضي ويمكن جمعها مع استراتيجيات أخرى في التعامل مع تركة الحرب الاهلية.
لقد نجحت رواندا من خلال تجربة الغاتشاتشا التي تعتمد على تقاليد محلية لتحقيق المصالحة الوطنية بما أدى إلي إنهاء أثر الإبادة الجماعية التي حصلت، كما حققت أوغندا عبر تقاليد الاشولي المصالحة الوطنية وعبرت بالبلاد من حالة الحرب الاهلية إلي الإستقرار.
وهو ما يمثل مقاربة يمكن الاستناد إليها في تطبيق مسار المصالحة الوطنية في ليبيا بما يحقق الاستقرار السياسي والاجتماعي من خلال مسار الحوار الوطني في ملتقى شامل للخروج بميثاق يضمن الحفاظ على الثوابت الوطنية والوصول إلي آليات مناسبة تضمن جبر الضرر وإنصاف حقوق الضحايا.