التأثيرات البيئية والبشرية على المعلم الأثري دار بوك عميرة ومحاولة إعادة تأهيله ليصبح نقطة جذب سياحي بمدينة زليتن
الكلمات المفتاحية:
التأثيرات البيئية، المحتوي المائي، الفسيفيساء، الفريسكو، نقطة جذب سياحيالملخص
المعلم الأثري دار بوك عميرا بمدينة زليتن فوق تله تبعد عن مرفأ المدينة حوالي 2.5 كم, وعلى شاطئ البحر مباشرة من جهة الغرب، وهي من أجمل الفيلات الرومانية المكتشفة في إقليم المدن الثلاث.
ويرجع تاريخها مابين نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني الميلادي.
اكتشفت الدار شهر فبراير 1913م عن طريق ضباط كتيبة المشاة الإيطاليين الذين كانوا يعسكرون في مدينة زليتن خلال فترة الاحتلال الإيطالي لليبيا.
تميزت الدار بتصميم هندسي معماري غاية في الروعة والجمال فقد كانت تحتوي على الرواق (الممر), الذي تطل عليه جميع مداخل الحجرات ومباني الحمامات, والبهو المعمد، وهو عبارة عن فناء مكشوف تحيط به بعض الحجرات، وبه نافورات، وأرضيتها مرصعة بالفسيفساء (لوحة الفصول الأربعة و الحصاد), وأجنحة المعيشة، وتتمثل في حجرات النوم والمعيشة والاستحمام وجناح خاص لاستقبال الضيوف.
أما المواد التي تم بها بناء الدار فهي عبارة عن الحجر الجيري والحجر الرملي والطين والتربة الطينية التي مزجت مع الكلس أحيانا، وأخري مع الرمل، ويكسى الجدار بهذه الطبقة, كما استخدم القرميد في أرضية الحمام وبعض الجدران الخارجية والداخلية, وكذلك الرخام في أعمدة الدار والفسيفساء للأرضيات والجدران أيضا، كما أدخل الجبس كأساس زخرفي على الجدران التي عرفت باسم الفريسكو، وفي الأرضيات الخاصة بحجرات الطعام.
تعاني الدار الإهمال والتسيب الواضح من خلال غياب برامج الترميم والصيانة وعدم ألاهتمام, بالرغم من قيام مصلحة الآثار ببعض الحفريات في تسعينيات القرن الماضي في محاولة لإحياء الدار، إلا أنها لم تستكمل, ثم قامت مراقبة آثار لبدة ببعض الترميمات في أوائل سنة 2003م، وبعدها بفترة توقفت تلك الترميمات، والأسباب مجهولة!
دار بوك عميرا تقاوم، ولكن لن يطول صمودها أمام التأثيرات البيئية المختلفة التي أثرت مباشرة في جدران وحوائط وأسوار الدار، متمثله في تأثير مياه البحر، وزحف رماله، وتساقط بعض أجزاء الدار بفعل العوامل الأخرى، من أرتفاعات درجات الحرارة، والرطوبة العالية، وتعد من أخطر العوامل المتلفة للمباني، سواء لصفاتها التي تظهرها، أم الأضرار التي تحدثها بالمباني، ويتطلب الكشف عن مصادر الرطوبة وسبب ظهورها، ومن أهم مصادرها الأمطار، ومن الملاحظ على الدار أنها فعلا تأثرت بكل عوامل التعرية والتجوية ولم تترك جزءا من الدار إلا وقد تركت بصمتها عليها.إذا ما تم صيانة الدار والاهتمام بها أصبحت الدار نقطة جذب سياحي بامتياز، وقبلة للزائرين من الداخل والخارج، ومصدرًا يدر دخلا إضافيًّا لمدينة زليتن في السنوات القادمة إذا ما شدت الهمم.
التنزيلات
منشور
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2022 عبدالحفيظ زايد أبوعائشة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.