الترابط الاجتماعي داخل البيئة المبنية ودوره في بناء الهوية العمرانية وتحقيق التنمية الحضرية المستدامة

الملخص

التنمية العمرانية المستدامة تعني تنمية المجتمعات العمرانية، وتحسينها، وتطويرها، واستمراريتها، واستقرارها، وذلك من خلال دراسة وتحديد مشاكل العمران، ومعرفة مواطن التدهور والقصور في نسيج البيئة الحضرية، ومن تم وضع الحلول التي يمكن بها تحقيق التنمية العمرانية المستدامة، وضمان استمرارية العمران وتطوره عبر الزمن. ويتناول البحث دراسة دور العمارة في بناء وتكوين الترابط الاجتماعي داخل البيئة الحضرية ودوره في استدامة النظام الحضري والعمراني "التنمية الحضرية المستدامة"، وذلك من خلال التوافق والترابط بين الاقتصاد الاجتماعي والحركة الثقافية والموارد البيئية في الحاضر والمستقبل، والذي يقوم على الترابط والتماسك الاجتماعي داخل البيئة الحضرية وبناء الهوية المكانية للعمران.  وتتمثل مشكلة البحث في وجود قصور في بناء العلاقة بين الانسان والمكان داخل البيئة الحضرية المبنية في المدينة الليبية، الامر الذي اثر سلبا في عملية تحقيق الاستدامة العمرانية، ويهدف البحث الى ابراز دور الترابط الاجتماعي وتقوية العلاقات الاجتماعية بين الافراد والاسر داخل الفراغات العامة في البيئة المبنية في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة، ويتم ذلك من خلال تحديد مجموعة من المؤشرات والعوامل المكونة لمتغير الترابط الاجتماعي، والتي يمكن ان تكون اسس ومعايير لتخطيط الاحياء السكنية والمدينة بشكل عام، وتحليل هذه العوامل والمؤشرات وتقييم دورها في بناء الهوية داخل البيئة العمرانية، وتقوية الاحساس والشعور بالانتماء للمكان، وذلك من خلال تأثير الاحداث والانشطة والفعاليات الانسانية والاجتماعية والعلاقات مع الآخرين داخل الفراغات والاماكن العامة على السلوك الانساني وانماط الحياة البشرية، ويخلص البحث الى ان الترابط الاجتماعي يعتبر من اهم ركائز بناء الهوية العمرانية داخل البيئة الحضرية الداعم الاساسي لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة.