المخرج من الخارجية
دراسة تأصيلية في عقيدة أهل السنة والجماعة الأشعرية
Abstract
إن الخارجية لطخة سوداء في تاريخ الأمة الإسلامية وجبينها الوضاء، بحيث حذر منهم رسول الله ﷺ، وقد عمَّ خطرهم حياة المسلمين في جميع نواحي الحياة عقديا وفقهيا وسلوكيا واجتماعيا وسياسيا وعسكريا وأمنيا، واليوم وقد برزوا في ثوب جديد بشعارات براقة خداعة ظاهرها الرحمة بخلاف باطنها، يغتر بها وبهم السذج من المغرر بهم، فاستلزم ذلك أن يتصدى لهم علماء الأمة الإسلامية المخلصون لبيان الحق وكشف الحقيقة، فكان هذا باعثا للباحث ليكتب هذه الوريقات، وهو سبب وجيه وجدير بالقبول، كيف لا والموضوع من الأهمية بمكان؟! فخطره لم يغب عن ساحة المسلمين اليوم في العديد من البلدان العربية؛ التي منها بلدنا الجريح العراق، وكذلك بلدنا الثاني ليبيا الأبية العزيزة.
على هذا الأساس بنيت فكرة البحث، باستعراض تأريخ التشريع الإسلامي السمح البعيد عن التطرف والغلو والجمود، الذي ازدان بشعار الأئمة الكرام: (رأيي هذا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب). وهو كنز من كنوز الحكمة:﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ سورة البقرة، الآية:269. تدعو بصراحة إلى فسح المجال للغير حتى يقبل على الحوار الهادف البناء بغية الوصول إلى الحقيقة، وهي بشكل آو آخر قريب من تفسير لقوله تعالى:﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾، سورة سبأ، الآية: 24، بمعنى اتصاف أحد الفريقين من الموحدين والمشركين بأحد الأمرين: الثبات على الهدى كالجبال، أو الانغماس في دياجير الضلال، وهو عين الإنصاف، فكل من سمعه من موافق أو مخالف يلزمه القول للمخاطب به: إن صاحبك أنصفك حقا.